يتناول كثيرٌ من أهل الجدل والكلام مسألة عذاب القبر محاولين نفي وجوده بزعم عدم وجود أدلّة عليه من القرآن والسّنة النّبويّة الشّريفة، فما هو عذاب القبر، وما هي أدلة إثباته من الكتاب والسّنة ؟ وما هي السّبل التي على المسلم اتبّاعها حتى يتجنّب عذاب القبر ؟.
إنّ العذاب الذي يقع على بدن الإنسان وروحه في مرحلة الموت أو البرزخ عذاب القبر، وقد وردت أدلّة إثبات عذاب القبر في القرآن الكريم في عدّة آيات منها قوله تعالى: "فوقاه الله سيّئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب، النّار يعرضون عليها غدوًّا وعشيًّا ويوم تقوم السّاعة أدخلوا آل فرعون أشدّ العذاب" ، وكذلك في قوله تعالى: "سنعذّبهم مرّتين ثمّ يردّون إلى عذاب عظيم "، ويستدلّ من هذه الآيات الكريمة أنّ الله تعالى يعذّب الظّالمين وأهل المعاصي في القبور على ما اقترفوه من أعمال عذابًا يختلف عن عذاب الدّنيا ويختلف كذلك عن عذاب يوم القيامة، فذكر العذاب مرّتين معناه عذاب الدّنيا وعذاب القبر، والعذاب العظيم هو عذاب الآخرة حيث يخلّد الكافر في نار جهنّم.
أمّا أدلّة إثبات عذاب القبر من السّنة النّبويّة، فقد ورد في الصّحيحين أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام مرّ بقبرين لرجلين أحدهما كان يمشي بالنّميمة أمّا عن الآخر فكان لا يتنزّه من بوله، وقد قال عنهما أنّهما يعذّبان ولا يعذّبان في كبير، وقد ورد أيضًا في الصّحيحين أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام قال أنّ الأمّة تبتلى في قبورها ولولا أن يخاف النّاس فلا يدفنوا موتاهم لأخبرهم بعذاب القبر وكيفيّته، وأخيرًا توجيه النّبي المسلمين إلى أن يتعوّذوا في صلاتهم وقبل التّسليم من التّشهد الأخير من أربعة منها عذاب القبر.
وسائل تنجي المسلم من عذاب القبرالمقالات المتعلقة بكيف تتخلص من عذاب القبر